يمكن اعتبار كتابة المحتوى الرقمي واحدا من أبرز ألوان كتابة المحتوى في العصر المعلوماتي، إذ تزخر مختلف مواقع الويب ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بالعديد من المحتويات التي تتعلق بشتى الموضوعات والاهتمامات، مما يفرض على المحتوى أن يكون فريدا ومبتكرا وجذابا يلفت انتباه القراء ويحفزهم على استكمال القراءة.
ولذلك السبب تحديدا يحتاج أي متخصص في كتابة المحتوى أن يحرص على اتباع أبرز اساسيات كتابة المحتوى من أجل كتابة المحتوى الإبداعي الناجح الذي يطمح في إنجازه، وقبل الخوض في شرح اساسيات كتابة المحتوى والتعرض لأهم تفاصيلها علينا أن نعرف أولا ما المقصود بكتابة المحتوى .
ما معنى كتابة المحتوى؟
تعرف كتابة المحتوى كونها عبارة عن القيام بصياغة نصوص المقالات وغيرها باتباع اساسيات كتابة المحتوى بحيث تتناول موضوعات معينة وأفكار محددة ونشرها على المواقع الإلكترونية.
ويمكن اعتبار كتابة المحتوى إحدى الطرق المتبعة في التواصل في سبيل نقل وتوضيح الأفكار والأخبار والمعلومات للجماهير من القراء عن طريق التفكير في طرح أحد الموضوعات والشروع في الكتابة حوله ثم القيام بتحريره فعليا وإضفاء التعديلات المختلفة عليه من أجل إطلاقه على المنصات بشكل يتماشى مع آراء وشخصيات واهتمامات القراء المستهدفين به.
اساسيات كتابة المحتوى
وهناك مجموعة من الأساسيات التي تتحكم بشكل أو بآخر في عملية كتابة المحتوى، حيث من شأنها معاونتك في كتابة محتوى إبداعي قوي يلائم مشروعك،ولعلنا نجمل أبرز اساسيات كتابة المحتوى في النقاط التالية:
١. التحديد الواضح لأهم أهداف المحتوى
من أبرز اساسيات كتابة المحتوى المميز هو تواجد هدف واضح أو مجموعة من الأهداف المحددة التي يطمح هذا المحتوى في الوصول إليها وتحقيقها.
ومن الوارد أن تخضع مثل هذه الأهداف إلى التغيير والتعديل من فترة لأخرى على مدار سير المشروع، لهذا السبب بالتحديد يجب القيام الحرص على تحديثها بصفة مستمرة للتحقق من كون المحتوى يتسق مع الأهداف المنشودة ويسعى لتحقيقها، ومن أبرز أمثلة الأهداف المنشودة:
- إثارة ونشر الوعي الجماهيري بالعلامة التجارية.
- تضاعف أعداد العملاء المحتملين.
- رفع معدلات مبيعات المشروعات.
- تعزيز ثقافة العملاء لكسب ثقتهم.
٢. تعزيز الوعي بآليات عمل المنصات التسويقية المختلفة
من الأخطاء الشائعة التي عادة ما يقع فيها غالبية المسوقين الالكترونيين هي كتابة المحتوى التسويقي ذاته وتكراره استعماله على كافة المنصات التسويقية المتاحة.
ونظرا لوجود اختلافات جوهرية تميز المحتوى المستخدم على كل منصة مقارنة بالأخرى وإن اتفقت جميع المحتويات على خدمة نفس الهدف في النهاية كان من الواجب تضمين ضرورة تعزيز الوعي بآليات عمل المنصات التسويقية المختلفة ل اساسيات كتابة المحتوى ويعزى السبب الرئيس في ذلك لآلية عمل المنصة ذاتها واختلاف طبيعة المحتوى الخاص بها.
إذ يحتاج تويتر مثلا لمضمون قصير ويسمح بتضمين الصور والتصاميم، إلا أن النسبة للمدونات يمتاز المحتوى بالطول النسبي مع تغطية أدق تفاصيل فكرة ما أو موضوع بعينه.
وهذا ما يتطلب بدوره فهم طبيعة أي منصة مستخدمة في كتابة المحتوى للتمكن من صياغته بالشكل المناسب لها.
٣. الفهم الجيد لشخصية العميل المستهدف
ولما اعتبرت مسألة صياغة المحتوى عنصر رئيس في أي عملية تسويقية، تطلب أمر انتقاء المنصة الأنسب دراسة تفصيلية لشخصية العميل المستهدف من أجل إرشادك إلى أكثر أنواع كتابة المحتوى المناسبة بالنسبة لهم لاستخدامها في طرح أفكارك.
فمخاطبتك لجيل عصر السرعة المحب للرتم السريع والنص الخارج عن المألوف تختلف تماما عن الجيل الكلاسيكي العاشق للأسلوب المباشر في تلقي الرسائل واستعمال المفردات الحزينة.
ومن الأمور اللافتة للانتباه كذلك أن سلوكيات العملاء قد تختلف من منصة لأخرى مما يتطلب بدوره الدراسة الوافية لشخصيات وسلوكيات العملاء على مختلف المنصات كأحد اساسيات كتابة المحتوى لفهم طبيعة المحتوى الأثير وتقديمه لهم بأكثر الطرق ملائمة.
٤. فهم وإدراك مختلف معايير قمع المبيعات لكتابة محتوى ملائم
فمن أهم وأبرز اساسيات كتابة المحتوى هي التعرف على قمع المبيعات وإدراك المراحل الاساسية تلتي يمر بها المشروع، وهذا ما سوف يتيح لك فرصة صياغة محتوى مناسب لكل مرحلة من مراحل القمع، ومن أمثلة القمع على سبيل المثال لا الحصر:
مرحلة الوعي: وفي تلك المرحلة ما تحتاج إليه حقا هو بناء الوعي الجماهيري بالعلاوة التجارية الخاصة بك، وتستطيع استخدام المقالات بشكل أساسي بهدف جذب مزيد من العملاء عن طريق محركات البحث.
مرحلة خلق الاعتبار: وبمقتضى تلك المرحلة يجري العميل المقارنة بين جميع الخيارات المتاحة، وخلال ذلك تستطيع الاستناد إلى صفحات الهبوط سعيًا لتقديم القيمة الاضافية المحفزة على التفاعل.
مرحلة اتخاذ القرار: وفي هذه المرحلة يتخذ العميل قرارا بالشراء، ومن الممكن الاعتماد في ذلك على صياغة الإعلانات التي من شأنها تحفيز على القيام بالشراء.
وفي النهاية الأمر يعتمد على طبيعة مشروعك و عملائك المستهدفين وما يناسبهم، فأنت لست مقيدا على الإطلاق بالالتزام بذلك المثال، ولكن الثابت في الأمر هو إدراك صانع المحتوى لما يحتاجه المشروع وفهمه الجيد لأبرز المبادئ والمعايير الخاصة بقمع المبيعات حتى يخلق المحتوى المناسب وفق كل مرحلة من المراحل.
٥. وجود استراتيجية محددة المعالم لإنشاء المحتوى
تستطيع صناعة المحتوى تقديم المساعدة لتحقيق أهداف عديدة إلا أن هذا الأمر يحتاج لخطة مدروسة جيدا تجنبا لتعرض العملاء للخلط أو التشتت، لذلك كان من أهم عناصر اساسيات كتابة المحتوى الناجح وجود استراتيجية تنظم عملية إنتاج المحتوى شرط أن تشتمل على مجموعة من التفاصيل والتي من بينها:
- الهدف: تحديد الهدف المنشود من كل محتوى من المحتويات المستهدفة بالنشر.
- الأجندة الزمنية: وتشتمل على أيام وأوقات نشر المحتوى.
- المنصات الإلكترونية: وتتضمن المنصات التي سوف ينشر عليها المحتوى.
- القمع: بمعنى لأي مرحلة من المراحل في القمع سوف توجه هذا المحتوى.
٦. الحرص على تحليل المحتوى
من الضروري إجراء تحليل مستمر للمحتوى سعيا لاتخاذ قرارات صائبة فيما يخص التعديل على قطع المحتوى التي لا تخدم الأهداف الإيجابية المنشودة. وحتى يتحقق ذلك يتعين وجود مؤشرات ومقاييس واضحة تستهدف قياس وتقييم الأداء.
وحتى تحصل على أعلى درجة فاعلية ممكنة يمكن الاستعانة بمتخصص محترف لمساعدتك في خلق المحتوى المراد التزاما بتطبيق كافة اساسيات كتابة المحتوى واختيار الأنواع الأكثر ملائمة توظيفها على النحو المأمول لتحقيق الأهداف المطلوبة.
ختام
ربما يخيل إليك أن مهمة كتابة المحتوى تعتبر من أكثر المهام سهولة، ولكنها تعتبر فن ذو قيمة يحتاج لجهد وسعي وممارسة مستمرة حتى يحترف الكاتب مهام الكتابة وتتوفر لديه القدرة العالية على تطوير الأسلوب الخاص به وثقل ملكة الكتابة لديه بمرور الوقت.
نتمنى أن نكون قد ساعدناكم من خلال سطورنا في التعرف على كيف كتابة محتوى تسويقي؟ والالمام بأبرز اساسيات كتابة المحتوى ترى متى سوف تنتقل إلى مرحلة التطبيق للاستمتاع برؤية أحلامك حقائق.
